١٢ محور المهندس شريف اسماعيل الطريق الابيض ابورواش الجيزه خدمه على مدار الساعه
info@tareqelshifa.com 01060606061

علاج إدمان التسوق القهري Oniomania

المفهوم النفسي والبيولوجي لإدمان التسوق وآليات عمل الدماغ

يُعد إدمان التسوق، أو ما يُعرف طبياً بـ "الشراء القهري"، اضطراباً سلوكياً يندرج تحت مظلة اضطرابات التحكم في الاندفاع، حيث يتجاوز كونه مجرد حب للاقتناء ليصبح حاجة نفسية ملحة تسيطر على سلوك الفرد بشكل كامل. 

في مركز طريق الشفا، نتعامل مع إدمان التسوق كآلية "تخدير عاطفي"، حيث يفرز الدماغ كميات هائلة من الدوبامين والإندورفين بمجرد التفكير في عملية الشراء أو البدء فيها، مما يمنح المريض نشوة لحظية عارمة تشبه تأثير المخدرات المنشطة. 

هذه النشوة تعمل كمسكن مؤقت لمشاعر القلق، أو الاكتئاب، أو الوحدة، ولكنها تترك المريض في دائرة مفرغة من "ندم المشتري" والضيق النفسي فور انتهاء عملية الشراء، مما يدفع الدماغ لطلب جرعة جديدة من التسوق لاستعادة ذلك الشعور المفقود، وهو ما يؤدي في النهاية إلى اختلال كيميائي في مراكز المكافأة بالدماغ وتدمير القدرة على ضبط النفس.

المظاهر السريرية والآثار المدمرة للشراء القهري على الفرد والأسرة

تتنوع المظاهر السريرية لإدمان التسوق في مركزنا لتشمل أنماطاً سلوكية مدمرة؛ حيث يقضي المريض ساعات طويلة في تصفح المتاجر الإلكترونية أو التجول في الأسواق، ويقوم بشراء سلع لا يحتاجها وغالباً ما تظل مغلفة دون استخدام. نحن نرصد في طريق الشفا كيف يؤدي هذا الاضطراب إلى "الانهيار المالي والقانوني"، حيث يغرق المريض في الديون والقروض البنكية، مما يتسبب في نزاعات أسرية حادة قد تصل إلى الطلاق أو التفكك الأسري. من الناحية النفسية، يعاني مدمن التسوق من "الازدواجية السلوكية"، حيث يضطر للكذب وإخفاء المشتريات عن المحيطين به، مما يولّد شعوراً مزمناً بالذنب والدونية، وقد يتطور الأمر إلى اضطرابات مزاجية حادة أو نوبات قلق وتوتر مستمرة تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية بشكل سوي.

بروتوكول إعادة التأهيل السلوكي ومنهجية "الحد من المثيرات"

يعتمد منهجنا في مركز طريق الشفا على تطبيق بروتوكول "إعادة الهيكلة السلوكية"، وهو برنامج يهدف إلى كسر الرابط القهري بين الشعور بالضيق وعملية الشراء. 

تبدأ الرحلة بمرحلة "التطهير البيئي"، حيث نساعد المريض على غلق منافذ الإغراء الرقمي وإلغاء بطاقات الائتمان التي تسهل الشراء غير المدروس. 

يواجه المريض في البداية "أعراضاً انسحابية سلوكية" تتمثل في الشعور بالفراغ، الملل القاتل، والتوتر الحاد، ولكننا نوفر دعماً نفسياً مكثفاً لتعليمه كيفية ملء هذا الفراغ العاطفي من خلال أنشطة بدنية واجتماعية تمنحه شعوراً حقيقياً بالانتماء والقيمة.

 نحن نستخدم تقنيات "تأجيل الاستجابة" لتدريب المريض على التحكم في اندفاعاته، وإعادة ضبط بوصلة الاحتياجات الأساسية مقابل الرغبات الوهمية، مما يعيد له السيطرة على قراراته المالية وشخصيته.

العلاج المعرفي السلوكي وتفكيك الجذور النفسية للهوس الشرائي

يمثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الركن الجوهري في طريق الشفا لعلاج إدمان التسوق، حيث يعمل معالجونا على الغوص في أعماق النفس البشرية لاكتشاف "الفجوة العاطفية" التي يحاول المريض سدها بالمشتريات. غالباً ما يكون إدمان التسوق عرضاً لاضطرابات أخرى مثل "تدني تقدير الذات" أو "الاضطراب ثنائي القطب" أو صدمات نفسية قديمة، لذا نركز في الجلسات على بناء هوية قوية للمريض لا تعتمد على ما يملكه بل على ما هو عليه. نعمل على تصحيح المعتقدات المشوهة التي تروج لها الإعلانات حول "السعادة المادية"، وندرب المريض على مهارات مواجهة الضغوط النفسية ببدائل صحية مثل التأمل، والرياضة، والتواصل الاجتماعي الفعال، مما يضمن معالجة الاضطراب من جذوره النفسية والاجتماعية بشكل متكامل.

منظومة الوقاية ومنع الانتكاسة والدمج المالي والأسري

لأن التسوق جزء من ضرورات الحياة، فإن النجاح في مركز طريق الشفا يتوج ببرنامج "التسوق الواعي والمسؤول".

 يوفر المركز نظام متابعة دقيقاً يتضمن وضع "خطة مالية علاجية" بالتعاون مع الأسرة، لضمان عدم عودة المريض للإنفاق القهري. نولي أهمية قصوى لتأهيل شريك الحياة والأهل ليكونوا جزءاً من شبكة الدعم، حيث يتم تدريبهم على كيفية الرقابة الواعية دون ممارسة ضغوط تسبب انتكاسة نفسية للمريض. 

نحن نوفر للمتعافين مجموعات دعم تضم أفراداً استعادوا توازنهم المالي والنفسي، مما يمنح المريض الحافز للاستمرار في حياة منظمة ومنتجة. هدفنا النهائي هو إعادة الفرد إلى مجتمعه كفرد متزن، يمتلك الوعي الكافي لإدارة موارده وحياته، قادراً على الاستمتاع بجمال الحياة الحقيقي بعيداً عن هوس الاستهلاك المادي.