١٢ محور المهندس شريف اسماعيل الطريق الابيض ابورواش الجيزه خدمه على مدار الساعه
info@tareqelshifa.com 01060606061

علاج إدمان الألعاب الإلكترونية Gaming Disorder

الدليل الشامل لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية في مركز طريق الشفا

المفهوم الطبي لاضطراب الألعاب الإلكترونية وتأثيره على الدماغ

يُصنف إدمان الألعاب الإلكترونية عالمياً كاضطراب سلوكي قهري يؤدي إلى خلل حاد في منظومة "المكافأة" داخل الدماغ البشري. في مركز طريق الشفا، نتعامل مع هذا النوع من الإدمان بجدية تماثل إدمان المواد الكيميائية، حيث أثبتت الدراسات أن الانغماس الطويل في الألعاب يحفز إفراز كميات هائلة من الدوبامين بشكل مستمر، مما يؤدي إلى تبلد مستقبلات الدماغ الطبيعية.

 هذا الخلل يجعل المريض في حالة "جوع عصبي" دائم للإثارة الرقمية، مما يتسبب في تآكل قدرة الفص الجبهي على التحكم في الوقت، ويجعل المريض سجيناً لعالم افتراضي يفضله على واقعه، وهو ما يفسر نوبات الغضب والتوتر الحاد التي تصيب المريض بمجرد محاولة فصله عن الشاشات، حيث يعامل الدماغ هذا الانفصال كأنه انسحاب كيميائي مؤلم.

الأعراض السريرية والتدهور الجسدي والنفسي للمدمن الرقمي

تتعدد المظاهر السريرية لإدمان الألعاب في مركزنا لتشمل تدهوراً كاملاً في جودة الحياة؛ فعلى الجانب الجسدي، يعاني المريض من متلازمة "الإجهاد البصري الرقمي"، واضطرابات العمود الفقري، واختلال الساعة البيولوجية الذي يؤدي إلى أرق مزمن وضعف في المناعة نتيجة السهر الطويل. أما على الجانب النفسي والسلوكي، فإن المريض يصاب بـ "التبلد الاجتماعي"، حيث يفقد الرغبة في التواصل الإنساني وتتراجع مهاراته الدراسية أو المهنية بشكل حاد. نحن نرصد في طريق الشفا كيف يتحول المريض إلى شخصية انعزالية، يعاني من القلق الاجتماعي والاكتئاب، ويصبح "الهروب الرقمي" هو وسيلته الوحيدة للتعامل مع أي ضغط نفسي، مما يخلق فجوة عميقة بينه وبين أسرته ومجتمعه تستوجب تدخلاً علاجياً هيكلياً.

بروتوكول "التطهير الرقمي" وإعادة الضبط السلوكي

يعتمد منهجنا في مركز طريق الشفا على تطبيق بروتوكول "الفطام الرقمي الممنهج"، وهو برنامج لا يهدف فقط لمنع اللعب، بل لإعادة بناء العلاقة مع الواقع. تبدأ الرحلة ببيئة علاجية خالية من المحفزات التكنولوجية، حيث يخضع المريض لجدول أنشطة حركية ورياضية مكثفة تهدف إلى استعادة مستويات الدوبامين الطبيعية في الجسم من خلال المجهود البدني الحقيقي. 

يواجه المريض في البداية "أعراضاً انسحابية سلوكية" تشمل العصبية المفرطة، تشتت الانتباه، والشعور بالفراغ الوجودي، ولكننا نوفر دعماً نفسياً على مدار الساعة لتعليمه كيفية ملء هذا الفراغ بهوايات ملموسة.

 نحن نستخدم تقنيات "العلاج بالواقع" لتعزيز الإدراك الزمني للمريض وتدريبه على تقدير قيمة الوقت والإنجاز الحقيقي بعيداً عن النقاط والجوائز الافتراضية.

العلاج المعرفي السلوكي وتفكيك "هوية البطل الافتراضي"

يمثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الركن الجوهري في طريق الشفا لعلاج إدمان الألعاب، حيث يعمل معالجونا على تفكيك العلاقة بين المريض وشخصيته الافتراضية.

 غالباً ما يهرب المريض للألعاب بحثاً عن "قوة أو نجاح" يفتقده في الواقع، لذا نركز في الجلسات على بناء الثقة بالنفس وتطوير المهارات الاجتماعية التي تمكنه من تحقيق النجاح الواقعي. نعمل على تصحيح المعتقدات المشوهة حول "الإنجاز الرقمي" وتدريب المريض على مهارات مواجهة الفشل والضغوط في الحياة الحقيقية. يتضمن البرنامج أيضاً علاج الاضطرابات المصاحبة مثل "فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)" التي غالباً ما تكون خلفية لهذا الإدمان، مما يضمن معالجة الحالة من جذورها العصبية والنفسية بشكل متكامل.

منظومة الوقاية ومنع الانتكاسة والدمج الأسري الشامل

لأن الألعاب أصبحت جزءاً من الثقافة المعاصرة، فإن النجاح في مركز طريق الشفا يتوج ببرنامج "الاستخدام المسؤول". يوفر المركز نظام متابعة دقيقاً يتضمن جلسات دورية للمتعافي لضمان عدم انزلاقه مرة أخرى في فخ الإفراط. نولي أهمية قصوى لتأهيل الأسرة، حيث يتم تدريب الآباء على كيفية وضع حدود تقنية صحية (Digital Boundaries) وكيفية مشاركة أبنائهم أنشطة بدنية واجتماعية تسد الفجوة العاطفية. 

نحن نوفر للمتعافين بيئة من "الأقران الداعمين" الذين استعادوا حياتهم، مما يمنح المريض الحافز للاستمرار. هدفنا النهائي هو إرجاع الفرد إلى مجتمعه كفرد فاعل، يمتلك السيطرة الكاملة على إرادته وشاشاته، قادراً على الاستمتاع بالحياة الحقيقية بكل تفاصيلها الممتعة بعيداً عن وهم الألعاب.